20‏/5‏/2015

مفيش ثوابت

مفيش ثوابت
الثابت ان مفيش ثوابت
زي كدة اتفقنا على الا نتفق

يعني ايه ؟
يعني مفيش مسلمات ، مفيش بديهيات ، مفيش أساس لأي شيء نبني عليه
في لحظة بتلاقي كل القيم واللي اتربينا عليه بقى مشكوك فيه
 لازم تاخد احتياطك من اقرب الناس ، ماينفعش تدي الأمان، لازم تحرص وماتخونش ، لازم تفكر قبل ما تسيب تلقائيتك و عواطفك وعشرة السنين تاخد قرارات تندم عليها.

 طيب نعمل ايه؟ ولاحاجة اركن التلقائية على جنب و حط مفاهيم العشرة و الصداقة و السنين على رف واتعامل زي اي حد غريب ماتعرفوش ومالوش رصيد يخليك تثق فيه . 

أخدت احتياطك، ظبطت نفسك باللي يطمنك و يديك الأمان . نرجع تاني اصحاب و حبايب و يا دار ما دخلك شر.

طيب نعمل كدة من المرة الجاية :)

نفسي

نفسي

نفسي اكتب و اكتب واكتب
بس دماغي مهنجة ، افكاري ملخبطة 

اتسألت سؤال بسيط انتي عايزة ايه ... اتلخبطت و معرفتش ارد وقلبتها هزار عشان ماردش
طب هو انا فعلا عايزة ايه؟

بطبع البشر انا عايزة كل حاجة ... و بواقع البشر محدش بياخد كل حاجة
طيب انا معايا ايه ؟ حاجات كتير يتمناها غيري
 طيب ناقصني ايه ومش مبسوطة عشان مش موجود؟
شوية راحة جسدية وراحة بال ، صعبة دي :/ تقريبا صعبة ومش موجودة الا في الجنة

ماهو ربنا خلقني قدراتي الجسدية محدودة وخلق دماغي بتوررررررررر مش بتقف 

طيب هي كدة قافلة زي الدومينو ولا فيه امل ؟
تقريبا امل ماتت محروقة في الوبا

25‏/2‏/2015

عود أحمد

عود أحمد
بعد فترة طوييييييييييلة "عشر سنوات" من الاكتفاء بدور ربة المنزل ربنا كرم ونزلت اشتغل
بقيت ميس رشا :)
رجعت تاني للتدريس بس المرة دي لمرحلة عمرية مختلفة تماما  ، اعدادي
يعني هم نفسهم مش فاهمين هم لسة اطفال ولا بقوا شباب
يعني عايزين يدوروا على نفسهم و يلاقوها
يعني عايزين اللي يفهمهم و يفهمهم نفسهم
يعني فاكرين الرجولة صوت عالي وخشن ، أو مناطحة في الكلام
يعني نسخة مصغرة من مدرسة المشاغبين بتفاصيلها .
بابص قصادي بالاقي عادل امام و سعيد صالح و يونس شلبي و حتى احمد ذكي
تجربة مرهقة نفسيا ومحتاجة ثبات انفعالي فوق الوصف. تحدي يا انجح فيه و اكمل يا افشل وارجع لقعدة البيت. او على افضل تقدير الاقي فرصة للعمل كادارية بعيدا عن الاحتكاك المباشر بالطلاب ولو كان هيبقى واحد ولا اتنين مش تلاتين.

5‏/4‏/2012

الزوج المصري تعرفه من ........................... ;)

الزوج المصري تعرفه من ........................... ;)


 فيه بيقولوا من الدبلة في ايده الشمال
و فيه بيقولوا من تكشيرته علشان مراته منكدة عليه
وفيه بيقولوا بيكون مفلس علشان مراته مقصقصة ريشه
بس أنا و كتير أعرفهم بنعرفه من ... كرشه.

بالراحة من غير زعل، أنا هاقول حقائق كثيرة و المعترض يقول. فيه سلوكيات و موروثات اجتماعية كثيرة خاطئة بتبدأ من ليلة الدخلة و كلها بتتسبب في تكوين الكرش الشهير للزوج المصري كالتالي:

أولا: روشته الأطعمة الموصى بها من بابا و عمو و جدو و الاصدقاء لزيادة الرغبة و القدرة الجنسية و علشان العريس يبقى راجل مية مية كلها تخلي الميزان يتنقل على الأقل 5 -7 كيلوجرامات في شهر العسل. بدءا من الحلاوة الطحينية للحمام المحشي بالأرز أو الفريك و اللي أكيد متحمر بالسمنة البلدي و الكوارع المليانة بهريز و لم ينجو من تهمة السمنة إلا السمك المشوي و الجرجير.

ثانيا: بم إن أسرع طريق إلى قلب جوزك معدته و لأن أم العروسة بدورها لازم تريح بنتها و تضمن هنائها مع زوجها  فإنها تملأ الثلاجة بالمحمر و المشمر و المحاشي و الذي منه مما تشتهي النفس. ده لو ما كانش الأكل بيروح للعرسان طازة بطازة. و بالطبع كل الوصفات موروثة فتستمر العروسة بنفس الأداء سائرة على درب والدتها بعد شهر العسل.

ثالثا: بعد شهر العسل طبعا معدل الخروج مع الأصدقاء ينخفض ليصبح مرة أسبوعيا أو شهريا أو كل ما تسمح الظروف بالتالي يقل المجهود البدني المبذول و اللي كان ساعات بيكون متصل منذ الاستيقاظ حتى النوم. ولأن من الخيال أن يستبدل نزهاته مع أصدقائه بأخرى مع المدام فيصبح روتين يومه كالتالي ، الذهاب للعمل ، العودة منه ، تناول الغذاء التمام ، قيلولة أحيانا ثم التمديد أمام التليفزيون حتى ميعاد النوم و قد تتخلل المشاهدة بعض التسالي و المكسرات و الفشار و الحلويات ثم العشاء و النوم . هذا الروتين في حد ذاته يذهب بالرشاقة إلى اللا عودة.

رابعا: في أغلب حالات الزواج تقضي تكاليفه على تحويشة العمر إن وجدت أو يتم الزواج مع الاحتفاظ بأقساط الجمعيات و العفش و الذي منه، بعد كام سنة يتيسر الحال و يسارع الزوج لشراء السيارة وهي من وجهة نظري الطامة الكبرى و الضربة القاضية لأن أي مجهود كان يبذل في المواصلات أو المشي لضغط النفقات ذهب أدراج الرياح و تصبح أطول مسافة للمشي من باب الجراج لباب المكتب و من باب العمارة لباب الجراج فقط لا غير.

خامسا: بم إن الراجل ما يعيبوش إلا جيبه في مجتمعنا و أي نقد أو تلميح أو لفت نظر لمظهره أو كرشه الذي أحيانا يضاهي منظر زوجته الحامل و هي تمشي بجواره يقابل بثورة عارمة و استياء لا مثيل لهما و كأن زوجته طعنته في رجولته، حتى و إن كان مبرر الزوجة الحقيقي هو الخوف المستقبلي من أمراض السمنة من سكر و كولسترول و تصلب في الشرايين. لذلك كل محاولات الإصلاح من جانب الزوجة تبوء للأسف بالفشل، و يبقى الحال على ما هو عليه.

سادسا: لأن الجري و التنطيط قلة قيمة و شغل عيال و عيب علشان احنا ناس كبار و متجوزين و الناس هتبص لنا ازاي و الذي منه. فإن كل النزهات في المصايف أو الحدائق أو ما شابه تنقلب إلى رحلات استجمام و تأمل على الشاطئ أو على الدكة في الجنينة و الأولاد يلعبوا براحتهم أنا ماليش دعوة، احنا مش خارجين يتهد حيلنا . يبقى نقول على اللياقة البدنية السلام.

و السلام ختام و زي ما قلت المعترض يقوللي و يعرفني اللي بيعمل عكس كدة كام في المية يمكن يبعث الأمل في نفس الزوجات المهتمات برشاقة أزواجهن.

طعم الذكريات

طعم الذكريات


مين فينا ما زارش مكان معين و كان ليه فيه ذكرى حلوة أو حتى سيئة؟ شارع مشي فيه كل يوم رايح جاي من مدرسته أو جامعته أو شغله ، مطعم أكل فيه مع أول حب في حياته أو المكان اللي صرح فيه لحبيبة عمره أنه عايز يتجوزها ، مكان افترق فيه عن حبيبته علشان ظروفه ما تسمحش يكملوا سوا، أول بلد ركب لها طيارة ، المسجد اللي صلى فيه جماعة لأول مرة مع والده أو جده، و ممكن  المسجد اللي خرج منه مالقاش جزمته و مشي في الشارع حافي أو بالكتير خادم المسجد سمح له يلبس شبشب بلاستيك أو قبقاب من الجامع. أماكن الفسح ( اللي نصها كان تزويغ ) مع خطيبته اللي قبلها كانت حبيبته أو زميلته مش بس الأماكن.

كمان الأغاني و يمكن الروائح. أول أغنية حب بعتها لحبيبته و الأغنية اللي ردت بيها عليه. والأغنية اللي رقصوا عليها أول رقصة هادية ليهم في زفافهم أو لو الدنيا اتلخبطت يبقى كوكتيل أغاني الهجر و الفراق للأخوة هاني شاكر و عبد الحليم حافظ و يمكن مصطفى كامل كمان،  ولو ضحك عليها أو ماكانش جد يبقى التوقيت السليم لأغاني شيرين و ما يضرش شوية غل يطلعوا لما تسمع " مابقاش أنا" لأصالة.

الروائح كمان لها مكان جوهري في ذكرياتنا. أنا شخصيا ريحة الزنبق مرتبطة عندي بوالدتي، طول ما هو الموسم بتاعه بيبقى موجود في البيت و بيخلي ريحة البيت روعة. وكمان ريحة زهر البرتقال اللي دايما باشمها وأنا مسافرة على الطريق الزراعي، و ريحة قهوة والدي. كمان كل واحد بيفضل فاكر ريحة بارفان حبيبه أو حبيبته أو ريحة أكلة معينة تفكره بجدته أو والدته وغيرها كتير.

كل كوكتيل الذكريات دي جميل بالحلو و السيء منه، لكن يا ترى هل كل مكان و أغنية و رائحة بيفضل ليهم نفس الأثر جوانا مع مرور السنين و اختلاف الظروف. هل بعد ما نفترق عن حبايبنا لو رحنا مكان كان بيجمعنا بيهم هنحس نفس الاحساس؟ ولو رحناه مع  حد غيرهم هنحس بإيه؟ هنكون ذكريات جديدة نمسح بيها القديمة؟ ولا هنبقى بنضحك على نفسنا و غرضنا الخفي إننا نصحي الذكريات القديمة؟

 ولو نفس المكان فضلنا نروحه مع أحبابنا بس الظروف اختلفت يعني بقوا أزواجنا أو زوجاتنا ويا سلام لو معانا أطفالنا كمان، هيبقى المكان بنفس الروعة و السيناريو اللي متخيلينه لمشاعرنا هيتفق مع الواقع اللي هيحصل؟
يعني مثلا لو مطعم شيك و هادئ جمعنا في أول حبنا و رحناه بعد الجواز مع الأولاد هنفضل حاسين بشياكته و هدوئه اللي حبيناهم زمان ولا الأولاد هيقلبوه مراجيح و اللي يوقع حاجة من على الترابيزة و اللي توسخ هدومها، ساعتها شعورنا هيكون ايه؟ يا ترى هنندم علشان حولنا ذكرى حلوة لتانية سيئة لمجرد إن السيناريو الجديد لم يطابق القديم؟ ولا هنعدي الخروجة بهدوء و ابتسامة و نزود الذكريات القديمة ذكرى جديدة لها طعم مختلف؟

أول أغنية رومانسية سمعناها سوا هتفضلوا لما تسمعوها بعد فترة هتتنهدوا و تبصوا لبعض وتسرحوا؟ ولا ممكن تسمعوها و عادي يعني مالهاش أي أثر، انتي بتكملي شغل البيت و هو بيتكلم في التليفون أو حد فيكم بيزعق لحد من الأولاد؟

من الآخر طعم الذكريات بيفضل زي ما هو بحلوه و مره؟ ولا بيضيع مع الأيام؟ و لا بيتغير؟ ولو بيتغير يا ترى بيبقى أحلى و لا أوحش؟

يوم ... و يوم ... و يوم ...

يوم ... و يوم ... و يوم ...


استعاذ رسول الله صلى الله عليه و سلم من أرذل العمر و من العجز. وكل من أعرفهم من كبار السن ما من أمنية لهم إلا الرحيل بهدوء و هم في كامل صحتهم و دون معاناة الشيخوخة و أمراضها و قد كان دعاء جدتي في صلاتها: " يا رب يوم نزاع و يوم وداع و يوم نقابل رب كريم ".
رغم بساطة عبارتها إلا إني لم أفهم معناها إلا عندما كبرت فهي كانت تتمنى ألا تمرض إلا يوما و تودع أحبابها يوما ثم يتوفاها الله بعدها فلا تزيد معاناتها عن ثلاثة أيام.

إنها سنة الحياة وفطرة الله في خلقه أن ننضج و نصل لذروة صحتنا و جمالنا و شبابنا ثم نفقد كل ذلك إما تدريجيا أو ينهار بنا الحال حين تأتي النهاية. لكن هل يتقبل الكل هذا التسلسل الفطري أم يقاوموه و يحاولوا تغييره؟ خاصة و قد أصبح الشغل الشاغل لكل من حولنا من وسائل إعلام و شركات أدوية أو مستحضرات تجميل أو حتى أطباء إيجاد السبل المختلفة للإبقاء على شباب الشكل الخارجي من خلال إزالة التجاعيد أو الصبغات و خلافه مما يجعل المسنين أقل سنا. كذلك الإبقاء على شباب الجسد داخليا من خلال الدعوة للتغذية السليمة و ممارسة الرياضة و تناول مضادات الأكسدة و خلافه.

أصبح الجميع في ماراثون يلهثون فيه لينجوا من مصير حتمي. هل هم محقون في دوافعهم و مخاوفهم؟ ربما، أنا شخصيا إن شعرت بالعجز عن أداء شيء ما نتيجة عارض مرضي فإني أشعر بالشفقة على نفسي نتيجة هذا العجز و أنا حتى لم أنهي سنوات شبابي.
فما بال الرجل الذي كان قادرا على مجهود بدني كبير و حياته زاخرة بالأنشطة و الالتزامات و المسئوليات وكان دائما يفي بها  بمنتهى الكفاءة. ماذا إذا بدأ تدريجيا بالعجز شيئا فشيئا عن القيام بكل ما كان محور حياته و أصبح أقصى ما يقدر عليه أن يشاهد التليفزيون و يقرأ الجريدة و إذا أراد الانتقال داخل منزله لا يتمكن من ذلك إلا بمساعدة زوجته أو أحد أبنائه أو في أحسن الظروف متكئا على عصاته؟
أو المرأة التي تفقد جمالها و شبابها و صحتها شيئا فشيئا مع أول خط يرسمه الزمن حول عينيها و التجاعيد الأولى التي تبدأ من يديها التين طالما استعملتهما في كثير من المهام الحيوية التي لولاها لأصاب منزلها الشلل و عجز زوجها و أبنائها عن مواصلة حياتهم بدونها من اهتمام بالمنزل و نظافته و إعداد طعام الأسرة و الاهتمام بأدق تفاصيل كل ما يخص حياة كل فرد بشكل مستقل. ماذا إن زادت تلك التجاعيد و الشعر الأبيض غزا سواد ليله وأصبحت يديها غير قادرتين حتى على الإمساك بكوب أو طبق؟

هل يتقبل الناس التطورات الطبيعية التي تحدث نتيجة التقدم في العمر و ينظروا إلى الجانب المضيء لحياتهم؟  هل ينظروا إلى ثمرة هذا العمر من أبناء و أحفاد و سيرة عطرة و خبرة يعتد بها في مجال عملهم السابق و حياتهم ككل فيتسموا بالرضا الذي يزيد وجوههم نورا و يجعلهم قبلة كل من يحتاج عون أو نصيحة و يجعل الكل يشعرون بالراحة لمجرد التواجد معهم؟

أم يشعرون بالحنق والغضب من تلك السنين و ما فعلت بهم و يكررون دائما أنه كان لديهم المزيد ليعطوه لكن العمر لم يسعفهم فيصبحون قنبلة موقوتة لك المحيطين بهم، يخشون حتى من إلقاء التحية أو بداية أبسط الحوارات حتى لا ينفجروا في وجوههم و يعوضوا ما يشعرون به من نقص و عجز من خلال فرض سيطرتهم و آرائهم حتى و إن كانت خاطئة.

أنا شخصيا أتمنى أن أكون من النوع الأول لاقتناعي أن لكل عمر جماله و إن لم يكن خارجيا متمثلا في وجنات نضرة و عيون لامعة و جسد ممشوق و جلد مشدود و خطوة قوية على الأرض.
و مع ذلك أرجو ألا أصل لأرذل العمر حتى لا أثقل على من حولي بخدمتي ولو في أبسط الأشياء.

يا رب يوم نزاع و يوم وداع و يوم نقابل رب كريم


ملحوظة: قام الناشر بتغيير عنوان المقال دون الرجوع إلي و لكنه نفس المحتوى

أمان ولا خوف

أمان ولا خوف


ما المقصود بالشعور بالأمان؟ هل هو احتياج فطري أم ميزة؟ أم شعور تلقائي من داخل الشخص بغض النظر عن الظروف المحيطة؟

ايه اللي بيخوفنا؟ ولحد فين ممكن الخوف يبقى مقبول و ما يوصلش لدرجة إنه عائق بيخلينا مش قادرين نعيش و نستمتع بحياتنا؟

كل شخص بيشوف الأمان من وجهة نظر مختلفة عن الآخرين. فيه اللي شايفين إنه مش بيتحقق إلا في أحضان الأحباب المليئة بالحنان و الثقة مثل الطفل الرضيع الذي لا يستكين ولا يطمئن إلا عندما تحتضنه أمه. وفيه اللي بيشوفوه في الناس و التجمعات يعني ونس و عزوة و فيه بيشوفوه في القدرة على الاستغناء عن الناس و عدم الاحتكاك بيهم قدر المستطاع لأننا ما نعرفش نويا الناس و الناس اتغيرت و صعب نثق في الآخرين و فيه شايفين إننا مش عايشين في غابة و طالما ماشيين بمبدأ ( حرص و ما تخونش ) يبقى ما نخافش من حاجة.

أنا شخصيا مش باحس بالخوف بسهولة ومعنديش مشكلة أروح مكان معرفوش و أقابل ناس لأول مرة و أعمل حاجة معملتهاش قبل كدة ، و بافترض الطيب في الناس رغم ما أسمعه من حوادث و بلطجة و مشاكل من سرقة و خطف و خلافه كل يوم في كل مكان بغض النظر عن مكان هادئ ولا ملئ بالناس ، بالليل ولا بالنهار.
لأني شايفة إنه ما ينفعش خوفي يشلني و يخليني مش قادرة أعيش حياتي و أتحرك بحرية و أبقى باشك في صوابع إيدي و افترض إن كل إنسان هاقابله إما بلطجي أو حرامي.

طبعا كثيرون يتهمونني بالتهور و اللاعقلانية وعدم الشعور بالمسئولية لدرجة إني شخصيا بدأت أشك في قناعاتي. هل من التهور عدم السماح لمخاوفي أن تقيد حركتي و تمنعني من ممارسة أبسط أنشطة حياتي بشكل طبيعي؟
هل من العقلانية افتراض سوء النية دائما في الآخرين بغض النظر عن أي اعتبارات مثل حيوية الاحتكاك بهم و حتمية المواقف التي تجمعنا بهم مثل سائق التاكسي، البائع في أي محل، فتى توصيل الطلبات من الصيدلية أو السوبر ماركت، محصل الكهرباء أو الغاز وحتى البواب و الخادمة؟

هناك أشخاص يعتبروا أن الشعور بالأمان أو الاطمئنان من وجهة نظرهم لها الأولوية الأولى بغض النظر عن الشعور بالخنقة و العجز عن ممارسة الحياة بشكل طبيعي ، و مبررهم أن هذه المشاعر السلبية أخف وطأة و أهون من أن يغامروا بأن يصيب من يحبون أي مكروه أو ضرر أو حتى فقدهم في حادث أو ما شابه.

بالطبع اجتماعهم مع من هم على شاكلتي يجعل الصدام حتمي ولا مفر منه. ويصبح الحوار عقيما لا جدوى منه. فلن استطيع إقناعهم أن الحذر لا يمنع قدر و المطلوب بعض الشجاعة و التوكل على الله فهو الحافظ أولا و أخيرا. ولا هم يستطيعوا إقناعي بأن المبالغة في القلق و الخوف واتباع مبدأ ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )و ذلك بالامتناع عن الاحتكاك بالآخرين الغرباء إلا في أضيق الحدود هو التصرف الأمثل لضمان الشعور بالاطمئنان  و تحقيق الأمان.

في النهاية أتساءل من الصائب و من المخطئ؟ هل بالفعل أصبحنا نعيش في غابة وعلينا إتباع كل احتياطات الأمن؟ أم حياتنا لا زالت بها شهامة و آخرين يستحقون الثقة؟